موسم الأنفلونزا: خبراء الصحة يحثون على تلقي اللقاح السنوي للوقاية من المضاعفات

مع اقتراب موسم الأنفلونزا، يجدد خبراء الصحة العامة دعوتهم لجميع الأفراد المؤهلين، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر، للمسارعة بتلقي لقاح الأنفلونزا السنوي، مؤكدين على أنه الوسيلة الأكثر فعالية للحد من انتشار الفيروس وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات الخطيرة.

موسم الأنفلونزا: خبراء الصحة يحثون على تلقي اللقاح السنوي للوقاية من المضاعفات
صورة تظهر طبيباً أو ممرضاً يقوم بإعطاء حقنة لقاح الأنفلونزا لمريض في العيادة.

مقدمة: الاستعداد لمواجهة الأنفلونزا الموسمية

تعتبر الأنفلونزا الموسمية عدوى فيروسية حادة تصيب الجهاز التنفسي وتنتشر بسهولة من شخص لآخر، خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء. وعلى الرغم من أن معظم المصابين يتعافون خلال أسبوع أو أسبوعين دون الحاجة إلى علاج طبي، إلا أن الأنفلونزا يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة لدى بعض الأشخاص، قد تصل إلى الالتهاب الرئوي، التهاب الشعب الهوائية، التهابات الأذن، تفاقم الحالات الطبية المزمنة، وفي بعض الحالات الشديدة قد تؤدي إلى دخول المستشفى أو حتى الوفاة. لذلك، ومع بدء موسم انتشار الفيروس، تشدد السلطات الصحية والخبراء الطبيون على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، وعلى رأسها الحصول على لقاح الأنفلونزا السنوي.

لماذا يعتبر لقاح الأنفلونزا السنوي مهماً؟

يعتبر لقاح الأنفلونزا السنوي الطريقة الأكثر أماناً وفعالية للوقاية من الإصابة بالأنفلونزا ومضاعفاتها. تعمل اللقاحات عن طريق تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة ضد سلالات فيروس الأنفلونزا المتوقع انتشارها خلال الموسم. وحتى إذا أصيب الشخص الملقح بالأنفلونزا، فإن اللقاح غالباً ما يقلل من شدة المرض ويقصر مدته ويقلل من خطر حدوث مضاعفات خطيرة تتطلب دخول المستشفى. علاوة على ذلك، فإن تلقي اللقاح لا يحمي الفرد فقط، بل يساهم أيضاً في حماية الأشخاص المحيطين به، وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون تلقي اللقاح أو الذين يكونون أكثر عرضة للمضاعفات (مثل الرضع وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة)، وذلك من خلال المساهمة في تحقيق "مناعة القطيع".

من هم الأشخاص الأكثر حاجة لتلقي اللقاح؟

توصي منظمات الصحة العالمية والمحلية بتلقي لقاح الأنفلونزا سنوياً لجميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ستة أشهر والذين ليس لديهم موانع طبية معروفة. ومع ذلك، هناك فئات معينة تعتبر ذات أولوية قصوى للحصول على اللقاح نظراً لارتفاع خطر إصابتهم بمضاعفات الأنفلونزا الخطيرة. تشمل هذه الفئات: * الأطفال الصغار (خاصة من 6 أشهر إلى 5 سنوات). * النساء الحوامل (اللقاح آمن وموصى به في جميع مراحل الحمل). * كبار السن (65 عاماً فما فوق). * الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة معينة، مثل أمراض القلب والرئة (بما في ذلك الربو)، أمراض الكلى، أمراض الكبد، الاضطرابات العصبية، اضطرابات الدم، والسكري. * الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب المرض (مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز أو السرطان) أو بسبب تناول أدوية مثبطة للمناعة. * المقيمون في دور رعاية المسنين والمرافق الصحية طويلة الأجل. * العاملون في مجال الرعاية الصحية ومقدمو الرعاية للأشخاص المعرضين لخطر كبير.

معلومات هامة حول لقاح الأنفلونزا:

* **التوقيت:** يفضل تلقي اللقاح في بداية موسم الأنفلونزا (عادة في الخريف) حيث يستغرق الجسم حوالي أسبوعين لتطوير الحماية الكاملة بعد التطعيم. * **الفعالية:** تختلف فعالية اللقاح من موسم لآخر وتعتمد على مدى تطابق سلالات الفيروس الموجودة في اللقاح مع السلالات المنتشرة فعلياً، وعلى عمر الشخص وحالته الصحية. ومع ذلك، حتى في المواسم التي تكون فيها الفعالية أقل، لا يزال اللقاح يوفر حماية مهمة ضد المضاعفات الشديدة. * **السلامة:** لقاحات الأنفلونزا آمنة بشكل عام. الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً تكون خفيفة ومؤقتة، مثل ألم أو احمرار في موقع الحقن، حمى خفيفة، أو آلام عضلية. الحساسية الشديدة للقاح نادرة جداً. من المهم التأكيد على أن لقاح الأنفلونزا (خاصة النوع المعطى بالحقن) لا يمكن أن يسبب الإصابة بالأنفلونزا لأنه يحتوي على فيروسات ميتة أو أجزاء منها. * **التوفر:** تتوفر لقاحات الأنفلونزا عادة في عيادات الأطباء والصيدليات والمراكز الصحية والمستشفيات.

إجراءات وقائية إضافية:

بالإضافة إلى تلقي اللقاح، هناك إجراءات وقائية أخرى يمكن أن تساعد في الحد من انتشار الأنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى: * غسل اليدين بشكل متكرر وجيد بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو استخدام معقم اليدين الكحولي. * تجنب لمس العينين والأنف والفم بأيدٍ غير مغسولة. * تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل وغسل اليدين. * تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص المرضى. * البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لمنع نقل العدوى للآخرين. * تنظيف وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.

خاتمة:

يعد لقاح الأنفلونزا السنوي خطوة بسيطة وفعالة لحماية نفسك وأحبائك والمجتمع من حولك من مرض يمكن أن يكون خطيراً. استشر طبيبك للحصول على مزيد من المعلومات وتحديد ما إذا كان اللقاح مناسباً لك ولأفراد أسرتك.
كتب هذا المقال فريق موقع طبيبك دوت كوم بالتعاون مع الدكتور علي زيدان استشاري الأمراض الصدرية والحساسية.